في يوم 9 فبراير 1969، حلقت طائرة بوينج 747 في السماء للمرة الأولى في تاريخها كي تكمل نتاج عام من الجهد المبذول في تصميم وبناء أول طائرة مزدوجة الممر في العالم، ولهذا تحتفل شركة الطائرات الأمريكية اليوم بذكرى مرور نصف قرن على تاريخ بدء هذا العصر الجديد من الطائرات.
عندما نقارن 747 بكافة الطائرات التي صنعتها بوينج قبلها فسوف نجد أنها كبيرة الحجم بشكل هائل، وهو ما اجبر الشركة على بناء مصنع جديد يختص بتجميعها فقط، حيث تميزت الطائرة باحتضانها عدد من المميزات الجديدة كتصميم عريض الهيكل ذو ممر المزدوج، إضافة لكونها أول طائرة تجارية تستخدم المحرك التوربيني عالي الأداء.
ارتكز تصميم بوينج 747 على عوامل السلامة والأمان، حيث جاءت مع أنظمة هيدروليكية رباعية، وبنية احتياطية، إضافة لأربعة مجموعات هبوط رئيسية، لتتميز بشكل سريع في عالم النقل والسفر الجوي وتصبح رائدة في القطاع بأكمله، فتتهافت الشركات على شرائها لما تقدمه من فخامة وراحة للركاب، إضافة لتميزها بمدى طويل وكفاءة استهلاك عالية بشكل يفيد مختلف شركات نقل الركاب والبضائع.
كانت أحدث نسخ بوينج من الطائرة هي 8-747 التي أتت مع محرك محدث وأجنحة جديدة، ولكن هذا أتى على حساب التكلفة المرتفعة بسبب قلة المهندسين اللازمين للعمل، في حين تم تطوير طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود مثل بوينج 777-300ER و إيرباص A350.
هذا وبعد بيع 1,500 نسخة من الطائرة منذ عام 1966، تم طلب آخر نسخة منها من قبل خطوط الطيران الكورية في 2017، في حين بدأت العديد من شركات الطيران الآن في التخلي عنها واستبدالها بخيارات أخرى أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، حيث تخطط خطوط الطيران البريطانية التي تعد أكبر مشغلة لطائرات 747 بإحالة أسطولها بالكامل للتقاعد بحلول فبراير 2024، مختتمة بذلك فصلها المميز في صفحات تاريخ عالم الطيران التجاري.